َوَنَزلْتُ مِنْ بَدْءِ اللُّغَةِ كَيْ أَقُودَ حَنَاجِرَ الشُّعَرَاءِ نَحْوَ البَوْحِ
مِثْلَ مُخَلِّصٍ ظَمَأَتْ رَعِيَّتُهُ فَرَاحَتْ تَشْرُبُ الدُّنْيَا مِنَ الكُهَّانِ
مَا شَاهَدَتْ مِنْ جُبَّتِي انْدَلَعَتْ حُرُوفٌ مَاؤُهَا عَذْبٌ فُرَاتٌ فِي كِتَابِيِ
عَرْبَدَ المَجَازُ أَنْذَرَ بِالحَيَاةِ مُبَشِّراً بِالرجِّ و العِصْيَانِ
مَنَعُوا الرَّعِيَةَ أَنْ تَرَى مَا في كِتَابِي..
بَعْضُ آيَاتٍ عَلى أبْصَارِهم أسماعِهم و قُلُوبِهم أَقْفَالُهَا..
وَلَهُ أَعَالي المَجْدِ مَنْ أَعْلاني
هُم -أَقْصِدُ الكُهّانَ -قَدْ عَجَنُوا وِشَاياتٍ تَحْذُرُ قَامَتي أَنْ تَحْجُبَ الأرْبابَ
هم شَاؤُواحُضُوري أَنْ أُبارِكَ رَبَّهم أو يَدْهَسُوا قُرْآني
يَا رَبَّكُم لَكَ مَا أُريدُ تَجِيئُنِي كَي أَمْنَحَ الشَّيْطانَ كُلَّ نُبُوءتي
لأصِيرَ عرّافاً وَ دَرْوِشاً يُكَذِّبُنِي الغَرِيبُ وَ مَنْ أَتَى يَعْصَانِي
سَتُشَتِّتُونَ مَصاحِفي بَيْنَ القَبائِلِ شَامِتينَ
فَصَلِّبوني واحرِقوني وامكُرُوا ضِدَّ المَشيئَةِ
شائني حِبْراً وَ حَرْفاً مِنْهُ مَنْ سَوّاني
يَا أيُّها الكُهّانُ إنْ أحرَقْتُموني صارَتِ الجَمَراتُ برْداً تحْتَ جِلدي أو سريراً نائماً..
وأنا دمي نارٌ تسيحُ وُقودُها أشْجاني
وَأَلْقوا بِصَوْتي كُلِّهِ في الجُبِّ لا سيَّارَةٌ مرَّتْ هُناكَ
سَيطلَعُ الصّوتُ المُقدّسُ وَحْدهُ
قُولُوا لَهُم أكَلُوهُ لسْتُ أصيحُ:مَنْ يرْعَاني ؟؟
شُوا بي لدَى فِرْعونَ إنّي شِئْتُ نَارَ المُلْكِ أسْرُقُها سَيُبْعِدُني -عَلِمْتُ- ستَفْتَحُ البَيْداءُ دَهْشَتَها تُحرّضُني العصا الأفعى على البُرْهانِ أو صلِّبوني لن أكون سوى سوايَ أفِرُّ مِنِّي بَاكِراً سَيَدُلُّني أثَرُ الجُناةِ إلى مغَاوِرِكُم أشارِكُكُم دمي في صِحَّة الشَّيْطانِ..
وَحْدِي الغَرِبُ هُنا وما في الأرْضِ غَيْري
هلْ يُعَمِّدُني الَّذينَ تَيَمَّموا بالكأْسِ في قُدَّاسهم ؟؟
هل ربُّهم يختَارُني ؟؟
هل ربُّهم يَرْضاني ؟؟
خَلُّوا الطيورَ تطيرُ دونَ وِسَاطةٍ بيْنَ المسافَةِ والجناحِ
دَعُوا السّماءَ كما السّماءُ تُبدّلُ الثوارَ بالثوارِ والأحْزانَ بالأحْزانِ
وَدَعُوا فقطْ ماءَ الكَلامِ إلى البَيَاضِ يسيرُ
منْ قَلْبِ البَيَاضِ يسيلُ..
دَوْرَتُهُ دوائرُ
منْ مجازاتٍ
يعاوِدُها
الحنين
إلى
دَمِ
الأنْسانِ...
منير باهي