مذاقها غيمة تشرد في ذهول ... لا شيء يدل عليها غير نسيج من فوضى المعاني حيث تقول الكلمات كل شيء ... إلا نفسها تراوغ المعنى و تحتال على السياق لتنسف البنيان الذي اجتهدت في تشكيل ملامحه معتمدة كثيرا من الفراغ و شيئا من البياض
ذاك الفراغ المكتظ الذي يورطك في سياقه مستعملا أحزانك و عاطفتك ليذهلك صوتها حين تهمس لك _بعد ان دوخك اللهاث وراء فتنتها _ أن لا تصدق !!!
ثم تتمادى في غييها اذ تملي عليك ما يجب ان تصدق فتدرك حتما ان الغواية مكتملة المعالم و ان الدفء الذي احسسته داخل معطفها هو العراء و انك اذ تقبل عليها تغامر بالاصطباغ ببياضها و بان يعتريك الفراغ المتاصل فيها تاصل التشظي في منابت سطورها ... فحاذر أن تبلغ العتبة لأن الضمير اللقيط يترصدك عند بوابة الخروج ليلون خطواتك القادمة نحو البداية مجددا فتعلق مثلي في جملة اعتراضية لما تصيبك لعنة البياض