الريح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الريح

كتابات متمردة بجميع الالوان
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 بودي لو نتنافذ حول هذا النص للشاعر منصف الوهايبي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
توفيق




عدد الرسائل : 39
تاريخ التسجيل : 05/02/2007

بودي لو نتنافذ حول هذا النص للشاعر منصف الوهايبي Empty
مُساهمةموضوع: بودي لو نتنافذ حول هذا النص للشاعر منصف الوهايبي   بودي لو نتنافذ حول هذا النص للشاعر منصف الوهايبي Icon_minitimeالخميس مارس 29, 2007 10:26 am

مثل عجوز بيتر بيخسل تقريبا

في غرفتي في الطّـابق العلويّ أشيائي كما خلّفتها:صحف مكدّسة ومذياع ومائدة وكرسيّ ودولاب وسجّـاد ومرآة وألبوم لعائلتي التي كانـت،ولم أفتحه إلاّ مرّة(أمّ وطفلاها)،وثمّة لوحة فوق السّرير كـأنـّـها"سرّ السّـنونو"! كان يوما مشمسا ففتحت شبّاكي المطلّ علي حديقة جارتي أعني علي بلكونها،وهي الوحيدة دائما أو هكذا خمّـنت منذ رأيتها في الأزرق الصّوفيّ صحبة كلبها، ونظرت لم أرها كعادتها تقدّم ماءها للزّهـر مثل السّـامريّة للمسيح(لعـلّ بئرا غاض!) أو تعـطو بعين الدّيك نحو قرنفل يحمـرّ!لم أرها كعادتها تمـسّـح كلبها الكانيش إذ يثغو،بأزهار الحواشي أو تهدهده! وهذا اليوم لا برد ولا قيظ! وأبعـد،في الطّريق رأيت طفلا يستـحثّ حصانه الخشبيّ مأخوذا بلعبته ،ولكنّي عجبت لأنّني ماعـدت أسمع،رغم ثـقـل الصّمت،دقـّـات المنبّه أوصياح الطّفل! قلت لعلّ شيئا ما تغيّر!أم تري أذني بها وقر!؟ وأشيائي كما الأشياء!أسمائي كما الأسماء!ألبومي هو الألبوم!مرآتي هي المرآة! سجأدي هو السّجّاد!دولابي هو الدّولاب!... قلت إذن أبدّل هذه الأسماء،ألعب لعبتي الأولي:كأن أدعوك يا مذياع!.. صنبوري! ويامرآة!..كرسيّـي! وياألبوم!.. مرآتي! ويا سجّاد!..دولابي! ويا دولاب!..أنت حديقتي!"سـرّ السّـنونو"!..أنت مائدتي! ومائدتي هي السّـجّـاد! ياكرسيّ!..أنت منبّهي! ومنبّـهي ألبوم عائلتي!... سريري لوحتي!صوت المذيعة ضفدعي!صحفي سريري! الباب نهري! جارتي ديكي!... ورحت أبدّل الأسماء أسمائي،وألعب لعبة الشّعراء: شبّاكي سلحفاتـي! نبيذي ببّغائي! زهرتي قطر النّدي! الأطفال أسماكي!... وأضحك عاليا،وأقول لي"حسنا! تغيّر كلّ شيء!" كان يوما مشمسا فجلست مبتهجا إلي السّجّاد.،ثمّ ملأت كأسي ببّغاء،وأحتسيت كما أشتهيت،وكان حلوا حامضا! ونظرت في بعض السّرير لمحت نعيا بائـتا،وقرأت أخبار الطّيور فكدت أعطس مثلها،وأقول"زائرتي كأنّ بها حياء" أم تري ستزورني!؟ ثمّ اضطجعت بلوحتي،وفتحــت صنـبوري فخشخش ضفدعي!
لم أدر حقّا كيف نمت! وكم؟ سوي أنّي لمحت الضّوء أصفر من سلحفاتي ـ وكنت نسيتها مفتوحة ـ وسمعت دقـّـات من الألبوم عالية وطقطقة من الصّنبور خافتة، نهضت،وقـفت،من برد، علي الدّولاب.، ثمّ سحبت من رفّ الحديقة معطفي،ونظرت في الكرسيّ لم ألمح سوي عيني مطوّقة بزرقتها كما هي دائما. أحسست أنّي لم أنم فجلست فوق منبّهي،وسحبت سجّادي إلي ضوء الطّريق كعادتي ليلا،ورحت أقـلّب المرآة مائدة فمائدة،موائد كلّها كانت لنا(أمّ وطفلاها السّـوالف مثل أجنحة السّنونو كنت أبسم حذوها)،وذكرت أغنية لنا"قد كان عندي بلبل" كنّا نغنّيها أنا وأخي بصوت"صليحة"،فترنّ ضحكتها.وقلت إذن أترجمها إلي لغـتي،فقد،والله، تشبهني وتشبه حالتي! "قد كان عندي صرصر!" حسنا أترجم إذ أخون! وصرصري في حـقـّة زرقاء من خشب ولا قفص ولا ذهب! وأضحك عاليا،وأكاد أرقص إذ سمعت الدّيك من غضب يدقّ النّهر،وهو يصيح:"كفّ! ستوقظ الأطفال!"واستغرقت في ضحكي! فماذا تفعل الأسماك عند الدّيك!؟ قل! أم هل أصاب الدّيك مسّ!؟ غير أنّي قلت معتذرا لها،وكأنّـني أثـغـو:"خذي قطر النّدي! هي كلّ ما عندي! ولكن لو دخلت! لديّ بعض الببّـغاء،ولوحتي تحتاج من زمن إلي ديك كجارتنا العزيزه!"
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بودي لو نتنافذ حول هذا النص للشاعر منصف الوهايبي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الخائفون من النص الافتراضي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الريح :: رياح الدهشة :: مسافات-
انتقل الى: