ذاك الغريب ...
ذاك الذي أعلن الفجيعة
و لم يكتم عورة البياض
ذاك الذي استمات عند بوابة الاندهاش
و انعتق...
رابط خلف الأحجية
و ارتحل دونما طريق
ذاك الذي أيقن أنه التالي
فأرسل إلى الغواية يستشيرها في مسألة سكت عنها الرواة
ذاك الذي امتهن العراء في ساحات الصقيع
و اكتمل على إيقاعه العويل
ذاك الذي أقرض السراب لنفسه
ثم ترمل
ذاك الذي عبس لما انغرزت زمردة في محاجر السماء
و باح للبحر بالرحيل فلم يتوقف من يومها عن ولادة الأمواج
ذاك الذي إذا أمطر الحزن
رقص
و إذا ارتجف الغياب
انتشى من رائحة الانهيار
ذاك الذي هو ليس إلا هو ليس إلا
ليس إلا الجذاء الدقيق و المتناهي
لزوبعة قرقعت كبد الارتخاء في شهقة الاندهاش
رافق الطريق قاصدا عودة مفتعلة
حين تكلّمتْ لتنعى الطريق
لم تجد من العابرين غير الريح
يشيع جنازته وحيدا على موسيقى من فراغ
ذاك الواقف هناك
حيث لا يراه الأفق
ذاك الذي أوقف الماء يسأله عن لون الغياب
و استمال الليل غواية
ثم خانه مع ارتجافة شمعة محتضرة
ذاك
ذاك الذي ...
أ
ح
ب
ني