صباح المشي على ايقاع المطر....
صباح اللقاء عند عناق الرياح ....
هل كانا متطفلين على مدينة تغنم الشتاء لتستريح من ضجيج الفضوليين ...السماء سوداء تتدثر بسحب داكنة الغربة كغربتهما فيها وهما يشقان شوارعها البلهاء بفرح لامبال ...الصباح صقيع غير ان حبهماحتى وهو يتشرد منحهما من الدفء ما افقدهما الشعور بتامر الطقس عليهما..
- كل الشوارع تؤدي الينا قال
قالت
- اريد الذهاب الىالبحر
توقفت واستدارت
لعل هذا الشارع يؤدي الى البحر
قال
-نحن البحر
سكتا ثقبت نظراتها نظراته وغمغمت
-أريد الوقوف عند الجرف ؛ سأرميك من هناك .
واصل سيرهما...كان المطر يثرثر بغزارة ...برك الماء تعيق السير والريح ازدادت سرعتها.
استقلا سيارة اجرة وقادتهما دهشة السائق المسكين الى الفاليز جهة الشاطيءالصخري.
المكان قفر .الفصل شتاء الطقس ذئب يعوي بشراسة..لا أحد يغامر بالمجيء هنا وحدهم المجانين ...كانا عاشقين متشردين يغزوان مدينة هانئة ويفتحا أقاليم فيها لم يجرؤ احد على الدخول إليها من قبل...
هبطا منحدرا وصعدا لهفة تعثرا في الطريق اليها بقبلات محمومة...
سلكا سبلا موحلة كات تستدير مع عناقهما المتلهف...ضمها اليه فالتحما في قطرة مطر شاردة ...تسلقا صخورا ناتئة نفذا منها الى رغبة متوهجة داخلهما...البرد يشتد والمطر يزداد غزارة وهما يجوسان تضاريس حب متشرد.
توقف عند حافة الجرف كان البحر يهتف بهما عاليا هائجا.
قالت:
-سأرميك من هنا
قرقرت ضاحكة وزادت :
-ستجدني في الاسفل احتضنك
تمشيا بين المرتفعات ثم نزلا كانت السحب قد انقشعت وهما يعودان الى وسط المدينة اشرقت الشمس وصحا الجو...