أن تجلس في مقهى المحطة يوميا وتنظر دون ضجر كبير...دون يأس أيضا ..تنظر لساعتك كل ثانية ..تتصفح وجوه المارة ..تركز بصرك على المداخل والمخارج ..لا تشعر بالملل وأنت تشعل سيجارة من أخرى ..تنظر بتحفز واضح ولا تنزعج من مرور الوقت بشكل بطيء وحلزوني ..يتحول الانتظار عندك إلى طقس هذيان دون أن تلفت انتباه أحد ...ستدفع بحذائك إلى ماسح الأحذية يلمعه ..ستقتني من بائع الصحف المتجول جريدة ولا تهتم بتاريخها تطويهاى جيدا جيدا وتضعها على الطاولة حذو فنجان القهوة الباردة ستقتني أيضا علبة سجائر أخرى ...ستفتح الجريدة وتعمل على حل الكلمات المتقاطعة ثم تعمد إلى طيها جيدا جيدا جيدا ...ستفحص شاشة هاتفك الجوال كل ثانية وتطلع على دفتر الأرقام فيه وأنت تعرف أنه لا رقم فيه أصلا ...ستكررالعملية كل دقيقة ...ستعيد النظر إلى ساعتك ..سوف لن يشغل بالك شيء فأنت مشغول بالانتظار ..ستطلب من النادل أن يأتيك بكوب ماء ولن تشربه ستتابع سرب عصافير مهاجرة وتلاحق عيناك عصفورا تخلف ...ستقضم أظافرك بلوعة لخاطر ما لاح لك وامحى بسرعة ..ستذهب إلى دورة المياه دونما سبب ..وحين تخرج تتجه مباشرة إلى مكتب الارشادات لتسأل الموظفة هناك عن قطار يأتي من جهة لا تعرفها ..ستتأمل وجه الموظفة سترى أن الكريم الذي وضعته رخيصا والروج على الشفتين مزيف وصبغة الشعر متآكلة والرموش المصطنعة غير متناسقة ورغم ذلك ستبدو لك هذه المراة مثيرة ..ستعود إلى طاولتك بالمقهى لتجد ان النادل مسح الطاولة ...ست\هب إلى المياء بخطى حازمة وتدخا بارا هناك ...تنتظر أن تسكر ..