أشق شوارع المدينة المزدحمة الواسعة العريضة تندفع خطواتي مستعجلة واسعة لا أنعطف مع المنعرجات ولا أميل يمنة ويسرة أمشي إلى الأمام فقط دون أن ألتفت إلى الوراء . مشيث على الرصيف وأشق المعبر لا أهتنم بنباح أبواق السيارات من خلفي وأمامي أخوض في الوحل وبرك الماء منتعلا حزني رأسي ترتفع من فوق قبعة ممزقة أمشي فقط أستعجل المشي ولا أتوقف أمام شيء ؛ أترك المدينة خلفي وأمشي لأنسى لا شيء ورائي أمامي كل شيء الريح تدفعني إلى الأمام ؛ الطقس بارد غير أن المشي يمنحني شيئا من الدفء أنا الآن أقل حزنا وأكثر همة لا وجهة لي وأعرف أنني لن أصل وأعرف أيضا أنني الآن خارج الزمن أمشي بمحاذاة التاريخ ولا أحد ورائي تركت ظلي هناك بعيدا وأنا أمنح نفسي للريح وهذيان خطاي لا شيء أمامي وكل شيء أمامي سأمشي بعيدا ولن أتوقف وحتما سأنسى أمشي وحيدا وكسيرا وصامتا لا أفكر في شيء تمرق سيارة بشكل مجنون من حذوي و لاأهتم بها ؛ أنا الآن خارج أطراف المدينة الخلاء واسع الخلاء جميل الخلاء فسحة للنسيان كما المشي طريقة في الوجود ؛ سأمشي إلى أبعد نقطة لا أحد ينتظرني هنا أو هناك انا أيضا لا أنتظرني تخلصت من حالة من الخوف والارتياب ؛ أمشي و لا أفكر في غير المشي ؛ أتباطأ الآن ولا أتوقف أرفع يدي وأتحسس أن رأسي مازال في مكانه وأن قلبي يدق كعادته ؛ سوف لن أصل ولكنني أمشي أمشي بهمة زائدة كلما توغلت في المشي نسيت وتنفست المطر ينزل الآن يبللني وروحي يهيجها الماء أطير وأنا أمشي عاليا أمشي في الريح والوحدة أنا الآن أحسن حالا سأواصل المشي في الظلام ولن أتوقف حتما سأنسى...