كان شكري كعادته يوقظ أم الموت من زجاجة التمر وكان معي قطعة حشيش مغربية المورد فكان هذا النص :
وأنا أطارد غزالة الشعر
في غابة الدهشة الأبدية
كان سلاحي الخمر الرديئ
وخنجري لا يذبح
سوى صورة الليل في رأسي
وهذا قميصي فارغ مني
يسائل نفسه
ويدي مرآة تخبئ وجهي علي
لأرى فيها قفاي
تلعثم بكاء التمر
حين انكتبت على الشاهدة
كأنني عنكبوت خيوطه تختصر البقاء
وتنحت في ذاكرة الخمر
رائحة اليقظة البرية
أسمي الموت صديقي الخئون
وأصدقائي لعبة الغدرالتي تطاردني أينما بكيت
أسمي ذهولي اشتباك الندى مع الفجر
أسمي البكاء محبرة الغائبين عن اللغة
ومحبرتي التي ظلت تطاردني
منذ أول موت
إلى آخر حرف في كتاب الخليقة
لن تشيعني في كلام غامض عن العدم
فقط :
سوف تذكر ارهاق شكري
وهو يعدم زجاجة التمر
نجمة تفر من ملاءة الليل
وتتلو سيرة الموتى
على وجع مندفع كالنعاس
وسجدة رفض
من هنا نرسم اللحظات المقيمة متكئين على دمنا
من قال : إن غدا سوف يكملنا
أو يكلمنا عن غد آخر يتدثر بالمستحيل
غدا ...
فخ المستقبل يشطب نفسه
إن أتينا إليه سالمين
إذن :
سوف نشطبنا من براءتنا
ونعدم آخر قطرة تشربنا..!!