فاصلة من فواصل
مؤخّرة الرّيح
-1-
أرى الكفّ يفتح أبوابه لعناق مرافئ جرّدت من كل أعضاء الريح،
أرى سحابة تسبح في غياهب عيون عاقرة يتوسدها ميّت و عضل دخان،
أرى أفواه مفتوحة للذباب،
أرى أبواب معلّقة على خدودها ذاكرة طرّاقها
و تفاصيل السواد،
أرى جسدي يتفتّت على جغرافية السّبات،
-2-
مهزوم كشراع لم يفقه معنى الرّياح،
......................................
طير يفقد بوصلة الاتجاه،
......................................
نساء بالجبّانة يجهزن منذ الصباح عزاء قتيل المساء،
......................................
مقتول يمشي في الشّارع يحمل كفن قاتليه،
.......................................
طقس اليوم جميل لإجتثاث المنازل،
-3-
بوركت يا النار التي قطع لسانها و تكلّمت بالجليد،
سأرويك بأسماء حريق تاه بين عناوين البريق..
.................................................
ما اسم البرق حين يضرب في الأرض.......... : .......صاعقة...............
..................النجوم
منذ زيّنت كتف قاتلي صرت أكرهها.....................................
.....................النجوم منذ زيّنت جدران نزل هزيمتنا صرتأكرهها............................
...........................النجوم منذ زيّنت أعلام مغتصبي صرت
أكرهها..............................................
أفتح زاوية مقفرة في آخر نشرة الأخبار،،، أتصفّحها ،،:
.................جامعة لكلّ العرب.......بدون عرب.....
........زعيم إلي الممات................................
عورتي تتصدّر كلّ الصحف...............................
تقوم القيامة حين ينتهي التراب من كلّ الأقحوان........
-4-
سيّدة الماء تنهض الليلة من أبراج الديجور،
تلفّ قامة الخرير بما مسكت أطرافها من مسك البارود،
ترمي على وجنة الشهيد شهد الثكلى،
تزفّه زنادا لحريق الطّريق،،
..................ناولني آخر أحلامك حتّى أعرف مذاق
البلاد........
لوح النعش أزهر حين شمّ القتيل،،،
.................ناولني حطب موتك حتّى أعرف مذاق الأعراس..........
من سقط حذو حلمي وناولني حقيقتي، غيرك،
من جال بغرف الرأس و زرع قرنفلة الأمان، غيرك،
من جعل قامتي ترقص على وقع ورق القتال، غيرك،
من علّمني الضّحك،،،،،
-5-
نار بغير هشيم تزفّ نوق وجعي لذات الّلهيب،
وتصافح هجيرا بازغا من لحم التّراب العنيد،
...........................................................
ناولني قمر الليلة حتّى أجفّف بجفافه جوف جمر الهزيمة،
قلبي الطّوب يشرب من دالية انفلات ضجيج الموتى،
يهيأ عينا تتلبّد بين جفنيها ذاكرة عصافير صحن الدّار،
فتمطر صباحات تؤمّها أرصفة مشرعة للرّحيل،
-6-
لا وطن لك الآن، لا نسمة تجيء إلى حضنك من وراء الغربة،
لا هواء، لا حلم طالع في مساماتك إلى حدّ الثّمالة،
وحدك قبالة وحدك تجهش بالغياب،
يهرب المنفى من تحت جلدك فتبقى شاخصا للظلام،
تبقى مجوّفا يحتلّك البوم،
لا رمل لك الآن سوى غبار عالق بأظافر الفراغ،
لا شيء أمامك، لا شيء وراءك،
لا شيء تحتك، لا شيء فوقك،
سوى ذاكرة مخرومة الأطراف تتربّع فيها أحلامك المهشّمة،