" بعض من محاولة الولوج إلى سديم من صمت"
قُلتُ : أحبكِ
قبل أن تسقط المسافة في أيدي الجهات
وقبل أن تعرف النوارس مخبأ السماء!
وحين يتسع كل شيء بفعل الضجيج المحتدم بين أضلعنا
هناك بين العناق والعناق فاصلة ضيقة
تسقط بين يديكِ
متعثرة
أيتها المدينة النائمة على كف أنثى
بملامح رجل!
جنسك المائع بين بحر وجبل مُخنث بحبي!
يعرف البكاء والوقوف بين يديّ جسور أحلامنا الصغيرة
بعض ريح
بعض قلق
وأنتِ المُباغتة
تفترشين سديم الذاكرة
ْ ْ سكون ْ ْ
قليلة أوقات صعودك حتى الروح
كقصيدة مبتورة
كشارع خلفيّ
كوجهي في المرآة يستحضر الماء من بلورك!
أنتِ الجاثية على ركبتيكِ
مدينة أصاب أطرافها الشلل!
أنتِ( مـ ا سقط ) من الهوى
يؤجج خدر الجبال ريح!
أنتِ من سُكَّرِ المشيئة مذاق
طويل هذا الطريق إليكِ
طويل يستحثه باحث عن شمس غاربة!
تغوص خطاه في طمي السؤال
(أيها الطريق!؟)
حيّران يعرف أن الإجابة نصل
وأن الطريق سيبقى طويلا
كجديلة سافرة
مداها الأرض
مسافتها أنثى
قِبلتها رجل!
وحواسها الغوغاء
أضمُّ فوضاها الطفولية في قبضة صغيرة
أبسطُ حلمي كأصابعي
وتطير!
أحبكِ
حتى النزق
ورفع الشعارات
وجعلك مدينة فاضلة
أحبكِ
بحجم فكرة أنك " الجنة "
وأني حورية !
وأنه ثمة نهرا ينتظر كأسنا المباركة
خذ من أطرافي شربة بحجم وطن
واحترق
لا تستعر بسوى " مـ ا سقط "
وما تعثر به الشيطان قبل الغواية وبعد!
خذ هذه المدينة عربونا لما تشاء
اختلق منها كل أسباب الحضور
وكل الوشايات
والآثام المتروكة على رصيف النزوة العابرة
خذها قبل أن ينحسر ظلام الصمت
قبل أن تُشير إليك القصيدة
واختبئ
تحت جناح الفراشات المنكسرة على أزهار لم تنفتح بعد
على رحيق ما مر من هنا
ولا عرف التشتت بين الماء والصخر
وضع صورتك بهدوء
على صفحة الأغاني القديمة
وتر موجوع الحنين
على شرف مدينة سرقت من أفواهنا جمر القُبل!