هكذا نسيت جـثّـتي
نسيت جثّــتي عند نعش الورد،
يغالبها شكل مساء
من غير خمر،
و تحيك دربا إلى مرقد عرائس الضّوء....
******
المتاهة تبدأ من هنا بي،،
كان في يوم مجهول العنوان، يتشابك فيه الطّـين مع اثر لعسكر عبر إلى مسقط التاريخ، شيخ يخطّ على رمل الهزيمة تحت سقف واطئ، رسم الصّفر، و يعدّ بعده كم نأت الضحكة في أحراش الغربة،، ويعدّ نارا من بخور حفل ممنوع ينهض فيها عصفور رماد متلّبسا باليتم ، يغــلّق مسالك أمم إثـمدها الغياب في تقاطع الفراغ
عصفور الرّماد
فاتحة الرّحيل
صهريج النسيان
إسمنت مخارج الحلم ضفّـة قصيّ السّواد،،
من نضاجع اللّيلة سوى دمامة الخطب الرّديئة، وأشلاءالحقيبة،،
لي مدائح وشاح الفرقة يرسب في صراخ
سيّدة الغفوة،لي جنائز لهب ولد ميّتا في أعضاءالسّفر،، و لي رائحـة الحرمل المذبوح عند نعل اللّـوعة،،
اُترك
دود
الأرض
يتزاوج
في خرائك،،
قامة اللّيل تستسلم لعنفوان الرغبة،،
فتحبل أنوار الرّصيف بشحوب الضّوء،،
كـــان الوقت مهمازا لسطوة نوا فير غسلت بلعاب نوق خالـصة الانتماء إلى جليل المـاء، كان الوقـت إلـى جانب افـتتان الرّمل ببذور القادمين من شـعاع شقائق النعمان،
كان الوقت لنا
لغة
مهيأة
بزوابع الحلم،
قبل أن تطعنه في مكمن الحقيقة أبجديّة الخرافة وتتجاوب مع فخّار نسلي مجنونة موج لا بحر له، و تدعوه إلى سفح ريح سحيق، تشاطحه على صوت سقوط أنجم متعبة فوق قــباب الحلكة و تسمّيه بكل أسماء الصدئ،
هذا وهج ما بقي من الرّيح،
يهجّج جمر الابتهاج،
والابتهاج مســبـيّ لانتصار رسوخ مساءات ضالعة في ضجيج الموت، لإنشاد أمداح يلوّنها النّـفي في فـرج................. الصّمت،،
الولد يقتل،
لا تذعروا،،
،،،،،،،،،،،،
لا حلم لكم حتى تذعروا،،،
كان يسمع صوت رحيل أصله إلي خارطة المحو، ووديعة الصّــيحة تُحضر إلي راحتيه صباحات تسكنها عذريّـة غضب حارّ يعرفه الميّـتون، كان يرى زلّـيج بيته يتعقّـبه الانفجار و يستعذب صعود الغبار إلي حدود ألياف فجيعته،
الفجيعة،
اكتمال
الحقيقة
لن يهتك الدفء خاصرة التّوت ما دام بجوف التّـراب حلم بنبات نخلة مبلولة بشعائر الخصب، مجهوض، لن تحتفي الأحجار بجلالة الشّـيح مادام ينشــب إعصار القـتل لطقـوس الهـوى بيــن أهداب الطفولة،
و لن أهدأ قبل أن أكسر
أقفال نواميس مذبحة روض الماء،
إذ لا شيء يؤرخني سواه،،
******
جيفة الصّدى تسكن خراب المدن، تصادف سحـاب مترهّـل منسيّ عـند أضلاع الجليد،،،، تسأله ارتجاج الطّحلب في عمق خرير الألوان الفاترة ، تسأله الانفلات من أحراش رئتي الرّيح , تسأله بياض سيّدة الضّوء الغائبة في عروق خمر ذاكرة مقطوفة من جنان محافل بيوت المطر المؤجّل،، جيفة الصّدى تسكن خراب المدن،
مدن
زينتها شرائط دمّ قديم،
يحاصر أفق المنام،،
مدن
شريعتها هاوية الصفصاف، و الكلام،،
قل يا صاحبي لطير الماء أن يشبّـع ريشه بزرقـة السّماء قبل أن تـتحلّل و تتركه لنهش رحيل أطياف الملح،
أخبرها أنّ لا أحد كان يراها تلعق قروحها و تعلّق على بوّابة الماء مذاق الخيانة، السّماء خانتها
لمّاأشرعت هواءها لتحليق الحديد الآثم و أهدت مداد الأرض لجحيمها.
أخبرها يا صاحبي، ودعها تتّـحد مع حشـود ارتجاف سفاهة كون يُحكم برؤوس تصدّع الحقائق الأولـــــــــــــــــــــــى.
الماء،
ما عاد ماء,,
و الولد يقتل,
حتّى لا نعرف وجه الغد،
و نسرق عظامه،
لشطب صرامة التذكّر،،
****
مرحى بالمتاهة في غياهب اليقين، و آخر من يبقي واقفا على بلاط هذا الجرح النّابع من كوفيات السّـلف و المسكوب في دلاء الخرافة،،علي ابن السلطان ، رأس الغول ,الثعبان بسبعة رؤوس و ،،الزّعيم ،، سيغزوه التوجّع في أنفاق يؤمّها دَرَن التّـفرّد ،سيغزوه توجّع الحمام و ساحات المدن الجائرة ستملأ سلال احتدام الغبطة بتآزر مسافات الخيبة،،مرحى بالمتاهة ،ولـنترك القائم على حزنـنا ينام إلى حين إتّــقاد سكر الفوضى،،
*****
فوضى
تُسَلّــم لوشم ألواح
فواتح أسرار أشعّة البدء,
لجامــــها,
و تستسلم لفضاءات آهلة
بتبرّج شجر النّــقاء
******
لا أحد كان يهديـني فرحه كي أكمل نســج شــبّـاك رحلتي، و حوض غربـتي،، من أيّ زوايا البلد ستبزغ شـمـــس الغـــد ؟؟ جئـت بكلّ أوشحـــة حبيباتــي، افترشـتــها في عيـن رموز الضّـــوء، وانتظرت شـعاع يـخـتارني،، لـكن من يضع جـمـر الحقيقة على راحــتيّ حتّــــى أقــرأ مـــا في دُرج الفوضـى،،، وأعــبر من عـطش الفراغ إلـى ريـــق خليّــة البلاد؟ لا أحد كان يســمع قرع حـلــمي،،
حلمك دعه وامض
أنــت قابع تمــامــا قدّام قــلائد من مســد لا تفضي لــغيـر شلاّلات الصّمت،
حلمك دعه وامض
أنت منشغل بـأطياف لــطــخات روح أفرغت في جــبّ النسيان،،
حلمك دعه وامض
أنت نســيت نـعـليك حين جاءك ســعير النّــهـار،، جاءك ســعير النّـهار ، فتهشّم على رخـام مديـنة معروضـة للـبيع لأجــــل شياطيــــن العُمــلة ،،،،،،
لا تترك
ورق الحـنّاء
يجـــــفّ
قبل أن تــرى الحلم
يـشـعـشع،
بـأشـفار العــروســة،،،
*****
يـومـا، قـدم إليّ شـيء يشبـه عـضل ذاكرة مقـصوفة،، سـلّمـني ســلّـة أعشـــــاش مـدمّـرة ،، وأوصــاني خيــرا بذرّيــتها ،،
يومـها رأيـت المســاء يـجرف نساء تكـحّـلن بـسـبائـكه، نحـو نهر شاحب تلــهّى بـقطف نهودهنّ، يـومها، شـاهدتـني أعــتذر لأسراري وأتعرى لهجير يـرافـقني، تأتي ذاكرتي مـثخنة بـرماح الظلومات، فلا تـجدني
حلمك دعه وامض
أسـوار
مــاء
الـعين
عــالـية،،
واجــتيازهـا جـحـيم.......................
لا تبـك أيّــها القادم من تـخـوم دائــرة جــفّـت منابـعــها، ونـساهـا الـشّيــح و الزعـتر و الإكــليل،، و شــجر السـنديـان ،، لا تبـك ، هنا كـان يسكـن عـاشق ، كم تـاه بــخال يــزيّن وجـنة جـلّـنار، بـظـفيرة تـبارز اللّـيل في كحله ،، و بـعين يُراقص العـشق اشتعال الشّهوة، تحت أشفا رها،،،، لا تبـك، من هنـا مـرّت آلـهـة ليس لهـا من الـعروش غـير شــجر يـحتفـي برفـيف جـوانـح الـطّـير ، و مــاء زلال يسـيل من تحـــت قـدمي طفـل تـنفجـر نشوة الـحيـاة بين شـفتيه ،،،،،،لا تبـك هـكذا نُحضر مـا تـبقّى غير مُـجَوّف ، مـن أحـشاء الذّاكرة ،، حـتّى لا نـنسى،،
*****
هذا الوجه الذي أطالعه، معروقا، طالعا مـن تحـت ثـوب ليل قديــم، وجــهي،، تتمـلّكه أشبــاح عرصات ألـم ضارب فـي أنفـاق الـيتم و تنبثـق مـن أغواره جهات للتّيه.. تأتيه أصوات تبدّد التشرّد فلا تـجده، فتقيم في باحة غيابه شعائر لإحـضار ذاكرة الموتــى،،،
للوجه
تعابير الموج
إذا غضب،،
للوجه
تعابير الرّيح
إذا هـبّ،،
و للوجه
لغـــة
إذا تصـفّحها الحجر، نـطـق،،،
*****
فيا أيّها الرّاكض خلف وهج المعنى، احتم بزبـد دمّ، وإن طال نومه، سيباغت الكلام الحصين ويزوّج حروفه بسيّدة اليقظة، فتضع من مائه شقيق أيّـام، زينتها تكوين أعشاش من منابت الأفق، أيّها المتعقّب أقاليم فيالق الحمام، لك الآن أن تصعد ظهر جياد من شجر المنام، تسافر في أعضــــــــاءالنّهار،،
*****
لك الآن ساعـدي،
خذه،، واتبعني ،،،،
إلى حيث نسيت جثـّتـي
تحيك دربـــا
إلى مرقد عرائس الضّــوء........