أولاً أعتذر لقدم المادة/ لكني أهديها إلى صديقي الذي أحبّه: عبدالوهاب الملوح...........::
يا ملوح، كتبته يوم كنت ما أزال محروماً من دخول وطني، وكنت حينها أفكر بالرجوع/ والبيض يسعون.........
هذا العالم الإفتراضيُّ / القذرُ الجميل : سـباحةٌ في فضاءٍ رَحْبٍ رحبٍ ، ومُفْـتَرَض !! .. سـباحةٌ فوقَ الجغرافيا .. الجغرافيَّة في داخلنا ، ودواخلنا ، والجغرافيَّـة في الذاكرة وفي المُتَـخَيَّـل ....
رحيلٌ - بلا أنَـاةٍ - عامرٌ بالقهرِ وبالإحباطِ / ولكنْ ، بأنَـاة . هو سِـجنٌ بلا جدران .. سـجنٌ إلى فضاءٍ محسوسٍ ولا محسوس .. وهْوَ دخولٌ إلى الزَّمنِ / بكلِّ تفاصيلِ الكلام ، وهْوَ خروجٌ إلى عدمِيَّـةِ المكان . تَراهُ وتحلُمُ بـه ، أو تتخيَّلُـهُ ، ثمّ ينالُ منكَ إحباطُ الممكنِ اللاممكن .. ينقِلُكَ إلى ما تشـتهي أو تَشَـا / بلا حِراكٍ ، فـتبقَى الجزءَ الأهمَّ من كرسـيِّك .. عيناكَ تدمعانِ - لِحُلُمٍ ، أو بفيزياءِ الضَّوء - تغوصانِ / عميقاً ، على سـطحِ ( المونيتور ) . تلهثُ وراءَ الوقت . تُحاولُ / ولكنْ يخيبُ فيكَ السَّـعيُ ، ثمَّ تخيبُ في الزَّمن . وأنتَ الجزءُ الأعلى من الكرسـي ! .
تَعْرُجُ علَيْـكَ : تُحادِثُ الأحبابَ ، وتُغازلُ العشـيقةَ ، ولا تَدري / أنتَ / إنْ كنتَ تَلبِسُ ( السـموكن ) أم ( البيجاما ) . لا أنت تَدري ، ولا هيَ تُمَرِّرُ يَدَهَا على تَفاصيلِ الجَسَـد ........
يطويكَ الوقتُ على أبوابِ اللامَكانِ ، وكثافَـةِ الغُـبار ، ويُغَلِّفُكَ وجَعان : وجعُ الجَسَـد ، ووجعُ ( حُـنَـيْـن ) .......
هذا العالمُ الإفتراضيُّ القذِرُ الجميلُ : يشُـدُّنا إليـهِ بحبلٍ مجدولٍ من وقتِ المكانِ الموشـومِ في الذَّاكِرة ، ومكانِ الوقتِ الـمُتَوَرِّدِ في الحُلُمِ ، فـتَرَانا مثلُ عناقيدِ عِنَبٍ تَـتدلَّى من عريشَـةٍ فوقَ ( مصاطِبِ ) البيوتِ الـ / هناك : إنْ تَمَطَّى الوقتُ ، جَفَّ العِنَبُ ، وإن غَلَبَ الرَّوَاحُ الوقتَ ، تَحَصْرَمَ الحُلُم ...........
هذا القذرُ الجميلُ ، يجمعُ المِزَقَ في لُحْمَـةِ الأنين ، ويُمَزِّقُ الرُّوحَ والظُّنون .... يَنقلُكَ من قلبِ الانتظارِ الـمُرِّ ، إلى قاعِ انتظارٍ أمَرّ ...
لكنَّـكَ تَنهَضُ من فِرَاشِـكَ . تَدخُلُ / تَخرُجُ من الحمَّام . تَجلِسُ على الكرسِـيّ نفسـه ، تُشْـعِلُ لُفافَـةَ تبغٍ وتبدأ تَشْـربُ القهوةَ عينها . ويبدأ نهارُكَ يحترق ، وتبدأ تَحتَرِقُ - من جديدٍ - في الوقتِ / داخِلاً إلى سِـجْنِكَ ، أو خارِجاً منـهُ إليـه ........
هذا القذرُ الجميلُ قَدْ يَمَلُّكَ ويَختَفي في سَـرابِ المكان . أو يُصيـبُـهُ ( فيروسٌ ) أو تَطَالُـهُ أسـمالُ حكوماتٍ فوقَ البَشَـر .. بلْ قد يغيبُ - إلى الخيرِ / لكنَّ الغِيابَ - لأيِّ الأسـبابِ كان - يُصبحُ سِـجنَكَ في المكانِ / خارِجَ الزَّمن . ويعظُمُ القهرُ وعُسْـفُ الحرمان .
تَعَوَّدناكُم ، وأحببناكُم / بلا سَـفَر .........
فلا تَغيبوا ...................
19/4/2005 فوزي غزلان