قتلوا الصباح بغتة عند مشارف مدينة تتأهب للخروج من الحمام ؛ أفاقوه من غفوة طارئة ؛ لم يكن يحلم بأي شيء بل لم يكن قد استعد للاستلقاء على سرير هواجسه سيتذكر إنه كان هنا من قبل أن يأتي الليل ......في الخارج ثمة من يتلو القرآن بصوت مرتفع ....ثمة من يسأل عن منعطف يؤدي إلى ماخور تم تدشينه منذ ساعات وفيه بائعات رغائب من كل طيف ...وحزب ...
قتلوا الصيحة في فم امرأة جاءها خبر ابنها من الجبهة أي جبهة قال أحدهم ؟؟جبهة مخلص البلاد من العار؟؟؟
قال كاتب يبتديء مشواره الادبي :
أريد أن اكتب تاريخ عار الكون من جديد ؟؟
لم استطع اللحاق بحافلة لا تتجه إلى عام مضى ...ستمر جنازة كلب ..والمشيعون سادة بنياشين حرب لم يعلنها أحد
قتلو أبناءنا في أرحام امهاتنا ..قتلوا البكاء ...قتلوا الضحك ...وقتلوا الموت أيضا
كم قد قتلت وكم قد مت عندكم *****ثم انتفضت فزال القبر والكفن
ليس لأنه المتنبي ولكنه أحمد ...
يا أحمد العربي...
قتلوا ما لا يُقتل ...وهم يتضاحكون يتغامزون ...هل مات من جاؤوه بالقتل فنجان قهوة صباحية
ايها العابرون فوق الجسر قبل الصباح ..ثمة امرأة تعد من البن يوما طارئا خاليا من الاحزان ..
سنتفسح في حديقة بلا اسوار ونتفسح في الكلام ويلهو الصبيان في قهقهاتنا ..منذ ساعة وصلتني تهاني العام السعيد ملطخة بدماء من قتلوه صباحا
انا يوسف يا أبتي
يا بني لا تقصص رؤياك على اخوتك ان الشيطان للانسان عدو مبين
أي شيطان ..يا صاحبي الشيطان بريء منهم
قتلوا أولادي رأفة بهم ...رأفة دراكولا بمن سيسقيه دما
عم صباحا يا برام ستوكر إنت بريء من مصاصي الدماء الجدد ....قتلوا القتل ...قتلوا الموت ..كلنا قتلى بلا جثث ؛ ستغادر الجثة أقدارها وتعود للدار ...الشاي لم يبرد بعدينتظر من يشربه ...
ايها الشاي ...مالك حزين ....
اخرج من غرفتك الان وتشمس في هواجس شارع يفتقد رواده
قتلوا الشارع/ الشاعر/الشعار/الشرع/الشعر/العاشر بعد الالف...تأكدت إنني لم اكن مستعجلا وإنه عليّ أن اتفقد جيوب النهار الذي قتلوا صباحه .
المشهد الاول :
ساعة رملية آخر الركح ؛ إضاءة سوداء ؛ ديكور يغلب عليه السواد عدد غير معروف من الاشخاص أصوات مختلفة لاتكاد تبين
الاول وهو يضع قناع :مازال الوقت باكرا
الثاني وهو يضع قناعا: لا وقت للقتل
الثالث وهو يضع قناعا وقد أدار للجمهور ظهره: سنضحك كثيرا اليوم
الرابع وسط الجموع يمشي بهدوء مرفوع الرأس : لس في حاجة لأي قناع
تتقدم الجموع نحو مقدمة الركح ويصعد الرابع منصة في هيأة مشنقة
نهاية المشهد الاول ...وليس ثمة من فائدة في بقية المشاهد
قال واحد من الجمهورفياسكو مسرحية فاشلةعلى طريقة الكوميديا دي اللارتي ..فاشلة
لم يمت القتيل ....كان يجب الاستعانة بداريو فو لاخراج مسرحية من هذا النوع خاصة وداريو فو قام بإرسال أقنعة جديدة
قام القتيل من جثته ومشى وسط الجموع ..مشى وحيدا لم يكن بريئا تماما غير إن قتلته كانوا متهمين تماما
سيجيء الموت قتلا ...سيجيء الموت غير بريئا
موسيقى عارية من اي تلوين ايقاعي ولوحة غرنيكا تسطو على المكان لا بد من بداية أخرى لرواية شخصياتها قتلى أفاقوا يطالبون بموت تليق بهم