أحبها .. أعشقها .. تخونني كلماتي حينما أريد التحدث عنها وأبدي لها مشاعري..
رافقتني جميع سنوات عمري ..
منذ نعومة أظافري وهي ترافقني..
تسامرني ليلا..
تشاركني أحلامي..همومي ..حتى مرضي ..
تحملتني كثيرا .. لم اسمعها يوما تصدر شكوى بأنني قد أزعجتها ..
لا أستطيع أن أستبدلها برغم إلحاحات أمي المتكررة لي.. أعذر أمي دوما لأنها لا تعلم مدى جمالية علاقتي بها .. وربما لو علمت بذلك لغارت أمي منها ..
أستطاعت أن تتعرف على مختلجات نفسي .. التي لم أبحها لأي كائن ما كان حتى وان كانت أقرب الناس لي ..
كيف ذلك ؟؟ قد تسألوني
لكني صدقا لا أعلم ؟؟!
تظل صامتة .. ساكنة .. فجأة أرتمي بين أحضانها.. تغمرني بدفئها .. من ثم انفجر بالدموع .. فلا أجد سواها لتمسح عبرتي ..
كيف لا أحبها .. وهي كاتمة أسراري .. علاقتي معها غريبة .. كل من حولي يتساءلون :
ألم تجدي سوى هذه لتتخذيها صديقةً لكِ ؟؟ ..
وكثيرا ما ينعتوني بالمجنونة وذلك لأنه لا يحق لي مصادقتها ..
لكن رغم تلك الاحتجاجات لم نفترق بل تمسكت بها وتمسكت بي ولم ترضى لرأسي بديلا..
أذكر حينما قررت عائلتي الانتقال إلى مدينة أخرى - أكثر رقيا - من تلك التي كنا نقطنها .. جاء الخبر الذي نزل على أذني كالصاعقة ..
حان موعد فراقكما ..(قالت أمي بنبرة تغشاها الجدية)..
- لا يا أمي لن اتركها وارحل ..إنها سترحل معي ..
طوقت ذراعيها حول رقبتي لتقنعني بالتخلي عنها بأسلوب إغرائي:
- ستجدين غيرها الكثير وأجمل أيضا .. أؤكد لك ذلك يا حلوتي ..
- أمي ..أرجوك لم يحصل يوما أن رفضت لك طلبا.. لكن صديقتي لن أدعها .. أمي أنا أحبها ..تفهّمي شعوري.. إنها الوفية الوحيدة في هذا العالم .. ولا أظن أني سأجد مثيلا لها..
- كفاك جنونا ..تحملتها سنوات كثر ولا طاقة لي أن احتملها أكثر..
- أمي ..أعتذر ..لن أتركها.....
خرجت باكية ..توجهت إلى غرفتي ..
يا الهي هل سمعت ما دار من حديث حولها أنا وأمي ..اسأل نفسي ..
امشي بخطى متثاقلة ..لكنني وجدتها تنتظرني بشغف لأن ارتمي بين أحضانها ..
عانقتها طويلا ..قلت لها يريدون أن يبعدوني عنك ..كيف لي أن أجد صديقة بمثل وفاءك ..
تأملنا بعضنا كثيرا .. اسمع صوتا بداخلي يقول أنها لن تتخلى عني ..
ابتسامة تعلو محياي ..أضمها إلى صدري بحنو شديد..
أهمس لها ..
وسادتي المحببة أنت صديقتي الوفية ..
أؤكد لك أننا لن نفترق !!