لم تجرؤ الكلمات أن تطأ معابد المعاني المقدسة
إلا حافية من صوتها
بذاك الدفق الصارخ دون صوت
بضوضاء المشاعر و صخبها على ضفاف النفَس
رجفت الجوارح
رجفت الهمسات
رجفت
ثم ارتجفت
كبوادر نشوة
تعرف الطريق الأقصر نحو النهى المقفرة
حينها ولدت قطرة مطر من رحم الرحيل
قدرها أن ترتمي في أحضان الدوار
يستوقفها الحنين
يتسلقها غابات و جبالا نحو
الثرى
حلمها أن تنام ملء جفافها
عند السفوح المبللة
تنتظر أن تبدأ حياة جديدة
بعثا أكمل دورة الحياة الأخيرة
تبحث هناك
عن أفواف تتضرع للضمإ
عن جدول يشق الطريق نحو المجهول
مدندنا لحن الضياع
عن بقعة ماء يستقر بها الوحل
قبل أن يلتصق بالخطى المنسابة في بلاهة الأيام
في لهفة شوقها نحو الثرى
نحو البلل
نحو التوحد عند السماءات الموحلة
ترتطم القطرة النبي بلحظة
خارج الزمن
تنساب مثل الندى على شفاه
تناساها القدر
فاستفحلت في الشغف الوليد
تمرغ العشق على سماءاته الباكية
و تنشر في الجو المقرور معنى جديدا للوهج
حين انتصب الحب
على حافة عالية أسفل المنحدر
حيث يطير النورس بلا جناح
و تقتات الأنفاس اللاهثة دهشة
من قبس الحياة
تحمل الظهيرة ضوء القمر
على تخوم الخريف مبشرا حد الفجيعة
تتناسل القطرات شررا
لهفة متيقظة
تلامس الوجهين الملتحمين حمى ارتواء
في عناق ألهبه الشتاء المستلقي على الأمواج المقفرة
ينزلق المكان و الزمان نحو الدوار
دوار المنحدر...
دوار البحر...
دوار الحب...
و من حمى اللقاء الأول
تعود السماء
تحمل عطر النشوة المربكة
في مساء ألقاه القدر خطأ في طريق عاشقين
سافر بهما الجنون إلى حيث لا يعود العشاق ...